فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 66

دَارِ السَّلَامِ [يونس: 25] الآية. فجعل تبارك وتعالى الدعاء عموما، والهداية خصوصا.

وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7] ، أي للحال اليسرى، وهي العمل بالطاعة. {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5 - 10] ، أي: للحال العسرى وهي: العمل بالمعصية.

وقال صلى الله عليه وسلم: (( كل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أثل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ) )ثم تلي الآيتين.

34 ـــ فالمؤمنون بالتوفيق آثروا الإيمان، وأقدرهم الله عز وجل عليه، وعلى ترك الكفر والكافرون بالخذلان آثروا الكفر وأقدرهم الله تعالى عليه وعلى ترك الإيمان. ومعنى قوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] ، إن قوما من ثمود آمنوا ثم ارتدوا فاستحبوا العمى على الهدى أي: اختاروا الكفر على الإيمان.

35 ـــ ومعني قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] ، الخصوص يريد بعضهم وهم الذين علم أنهم يعبدونه، لأنه قال في آية أخرى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179] ومن ذرأه لجهنم لم يخلقه لعبادته.

وقال مجاهد: معنى {لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] : ليعرفون. أي: ليعرفوا أن لهم خالقا ورازقا.

36 ـــ وقوله عز وجل: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} [النساء: 78] ، الحسنة هاهنا: الخصب والغنيمة، والسيئة: الجدب والنكبة. لأنهم كانوا يتشاء مون بالأنبياء عليهم السلام كما أخبر بذلك في قوله: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ} [الأعراف: 131] يعني الرخاء والعافية {قَالُوا لَنَا هَذِهِ} [الأعراف: 131] أي: بحق أصابتنا {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} [الأعراف: 131] يعني: بلاء وشدة: {يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} [الأعراف: 131] فقال الله تعالى رادا عليهم متعجبا من قولهم: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78] {مَا أَصَابَكَ} @

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام