بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ يَسِّر وَأَعِنْ يا كريم:
1 ـــ الحمد لله السابق لكل شيء أحدثه، والمتقدم على كلّ شيءٍ اخترعه، ذي الصفات العُلى، والأسماء الحسنى، لا رادّ لأمره، ولا مُعقّب لحكمه، أحمده بجميع محامده، على تواتر نعمه وآلائه، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء، وسيد الأصفياء، وعلى آله الطيبين، وأصحابه المنتخبين وشرّف وكرّم أما بعد:
أحسن الله إرشادكم؛ فإنكم سألتموني أن أقتضب لكم جملة كافية وأصولا جامعة في الاعتقاد وأصول الديانات، التي يلزم اعتقادها جميع المسلمين، ولا يسع جهلها كل المكلفين، من العلماء والمقلدين، من الذكور والإناث، والأحرار والعبيد، ممن جرى عليه القلم، وبلغ حدّ التكليف بالحلم، فأجبتكم عن سؤالكم، بما فيه البلوغ إلى مرادكم، بما هو لازم لكم، ومفترض عليكم، وما إذا تدينتم واعتقدتموه صرتم إلى اعتقاد الحق، وسلمتم من البدع والباطل، وسلكتم طريق من مضى من السلف، وسنن من تبعهم من الخلف، وبالله عز وجل أستعين على بلوع الأمل، وإياه أسأل التوفيق للصواب من القول والعمل، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]
(( فصل أول واجب على المكلف ) )
2 ـــ اعلموا أندكم الله بتوفيقه، وأمدكم بعونه وتسديده، أن من قول أهل السنة والجماعة والمسلمين المتقدمين، والمتأخرين، من أصحاب الحديث، والفقهاء والمتكلمين: أن أول ما افترضه الله تعالى على جميع العباد إذا بلغوا حدّ التكليف النظر في آياته، @