فهرس الكتاب
الصفحة 1837 من 2064

لا حقيقة لها

وأنها دفع الألم

غايته أن في دفع الألم لذة

وأما أنها ليست إلا هو أي دفع الألم فلا دليل عليه

ولم لا يجوز أن تكون تلك اللذة أمرا آخرا يحصل معه أي مع دفع الألم تارة ودونه أخرى والدوران وجودا وعدما في بعض الصور لا ينافي ما ذكرناه

سلمنا ذلك في اللذات الدنيوية

فلم قلتم إن اللذات الجسمانية الأخروية كذلك أي دفع الألم

ولم لا يجوز أن تكون اللذات الأخروية مشابهة للدنيوية صورة ومخالفة لها حقيقة فتكون حقيقة هذه الدنيوية دفع الألم كما ادعيتم وحقيقة تلك الأخروية أمرا آخر وجوديا

ولا مجال للوجدان والاستقراء فيها أي في اللذات الأخروية حتى يدرك بهما حقيقتها كما أدركت حقيقة الدنيوية بهما على زعمكم

تذنيب هل يعدم الله الأجزاء البدنية ثم يعيدها أو يفرقها ويعيد فيها التأليف الحق أنه لم يثبت ذلك ولا جزم فيه نفيا ولا إثباتا لعدم الدليل على شيء من الطرفين

وما يحتج به على الإعدام من قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه ضعيف في الدلالة عليه لأن التفريق هلاك كالإعدام فإن هلاك كل شيء خروجه عن صفاته المطلوبة منه وزوال التأليف الذي به تصلح الأجزاء لأفعالها وتتم منافعها

والتفريق بالرفع عطفا على زوال يجري منه مجرى التفسير

وقوله كذلك خبر لهما أي زوال التأليف والتفريق خروج للشيء عن صفاته المطلوبة منه فيكون هلاكا

ومثله يسمى فناء عرفا

فلا يتم الاستدلال بقوله تعالى كل من عليها فان على الإعدام أيضا

واعلم أن الأقوال الممكنة في مسألة المعاد لا تزيد على خمسة

الأول ثبوت المعاد الجسماني فقط

وهو قول أكثر المتكلمين النافين للنفس الناطقة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام