فهرس الكتاب
الصفحة 1809 من 2064

كذلك إذ لا تكليف بترك الممتنع ولا ثواب عليه لما عرفت آنفا وأيضا فقوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي يدل على مماثلتهم لسائر الناس فيما رجع إلى البشرية

والامتياز بالوحي لا غير

فلا يمتنع صدور الذنب عنهم كما عن سائر البشر

المتن وقد اختلف فيها

فللنافي وجهان

الأول ما حكى الله عنهم من قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

ولا يخفى ما فيه من وجوه المعصية

إذ فيه غيبة لمن يجعله الله خليفة بذكر مثالبة

وفيه العجب وتزكية النفس

وفيه أنهم قالوا ما قالوه رجما بالظن

واتباع الظن في مثله غير جائز

وفيه إنكار على الله فيما يفعله

وهو من أعظم المعاصي

الثاني إبليس عاص

وهو من الملائكة بدليل استثنائه منهم من قوله فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس

وبدليل أن قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا وقد تناوله

وإلا لما استحق الذم

ولما قيل له ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك

والجواب عن الأول أنه استفسار عن الحكمة

والغيبة إظهار مثالب المغتاب

وذلك إنما يتصور لمن لا يعلمه

وكذلك التزكية ولا رجم بالظن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام