فهرس الكتاب
الصفحة 1473 من 2064

ولا يحيطون بشيء من علمه

وتأويله بالمعلوم خلاف الظاهر إن الله عنده علم الساعة

كيف وأنه أي قوله وفوق كل ذي علم عليم دليل لفظي عام يقبل التخصيص فيجب تخصيصه بما عدا الباري سبحانه وتعالى ليوافق ما ذكرناه من الدليل القطعي على ثبوت علمه تعالى

المتن هذا مما اتفق عليه الكل لأنه عالم قادر

وقد أطبقوا أيضا عليه

وكل عالم قادر فهو حي بالضرورة

لكن اختلفوا في معنى حياته لأنها في حقنا إما اعتدال المزاج النوعي وإما قوة تتبع ذلك الاعتدال ولا تتصور في حقه تعالى فقالوا إنما هي كونه يصح أن يعلم ويقدر

وهو مذهب الحكماء وأبى الحسين البصري من المعتزلة

وقال الجمهور إنها صفة توجب صحة العلم إذ لولا اختصاصه بصفة توجب صحة العلم لكان اختصاصه بصحة العلم ترجيحا بلا مرجح

وأجابوا عنه بأنه منقوض باختصاصه بتلك الصفة

فإنه لو كان بصفة أخرى لزم التسلسل

فلا بد من الانتهاء إلى ما لا يكون بصفة أخرى

والحق أن ذاته تعالى مخالفة بالحقيقة لسائر الذوات فقد يقتضي الاختصاص بأمر

وليس جعل ذلك علة صحة العلم أولى من جعلها نفس صحة العلم

فمن أراد إثبات زيادة فعليه بالدليل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام