فهرس الكتاب
الصفحة 1381 من 2064

خاتمة للمقصد الأول لما ثبت أن الصانع تعالى واجب وجوده وممتنع عدمه فقد ثبت أنه أزلي أبدي

ولا حاجة إلى جعله مسألة برأسها

قال الإمام الرازي في الأربعين كلاما محصله أنه لما ثبت انتهاء الموجودات إلى واجب الوجود لذاته والعدم على الواجب ممتنع لزم كونه تعالى أزليا أبديا

فلا حاجة إلى جعله مسألة على حدة

لكن المتكلمين لما لم يسلكوا تلك الطريقة بل أثبتوا أن هذه الممكنات المحسوسة محتاجة إلى موجود سواها احتاجوا في ذلك إلى وجود آخر فقالوا مثلا لو لم يكن أزليا لكان محدثا محتاجا إلى محدث آخر وتسلسل

ولو لم يكن باقيا دائما لكان عدمه بعد وجوده إما لذاته وهو باطل

وإما بفاعل وهو أيضا محال لأن العدم نفي محض فيمتنع كونه بالفاعل

وإما بطريان ضد

وأنه مستحيل

لأن القديم أقوى

فاندفاع الضد به أولى من انعدامه بالضد

وإما بزوال شرط وهو ممتنع لأن المحدث لا يكون شرطا للقديم

وإن فرض له شرط قديم نقلنا الكلام إليه ولزم التسلسل

ولما بطلت الأقسام كلها امتنع طريان العدم على الصانع

والمصنف صرح بأول كلامه ثم أشار إلى آخره بقوله والمتكلمون إنما احتجوا بوجوه أخر عليه أي على كون الصانع أزليا أبديا قبل إثبات ذلك أي قبل إثبات كونه واجبا وعنه أي عن الاحتجاج بتلك الوجوه على هذا المطلوب بعد بيان كونه واجبا غنى

فلا نطول به الكتاب كما طول به الإمام كتابه على ما أشرنا إليه

المتن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام