فهرس الكتاب
الصفحة 1382 من 2064

في أن ذاته تعالى مخالفة لسائر الذوات

فهو منزه عن المثل والند تعالى عن ذلك علوا كبيرا

وقال قدماء المتكلمين ذاته تعالى مماثلة لسائر الذوات

وإنما تمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة الوجوب والحياة والعلم التام والقدرة التامة

وعند أبي هاشم يمتاز بحالة خامسة هي الموجبة لهذه الأربعة نسميها بالإلهية

قلنا لو شاركه غيره في الذات لخالفه بالتعين ضرورة الإثنينية

وما به الاشتراك غير ما به الامتياز فيلزم التركيب

وهو ينافي الوجوب الذاتي كما تقدم

احتجوا على كون الذات مشتركة بما مر في الوجود من الوجوه

وتقريرها هنا أن الذات تنقسم إلى الواجب والممكن

ومورد القسمة مشترك بين أقسامه وأيضا فنحن نجزم به مع التردد في الخصوصيات

والجواب أن المشترك مفهوم للذات

وأنه عارض للذوات المخصوصة

وهذا الغلط منشأه عدم الفرق بين مفهوم الموضوع الذي يسمى عنوان الموضوع وبين ما صدق عليه المفهوم الذي يسمى ذات الموضوع

وهذا منشأ لكثير من الشبه

فإذا انتبهت له وكنت ذا قلب شيحان انجلت عليك وقدرت أن تغالط

وأمنت أن تغالط

منها قولهم الوجود مشترك

إذ نجزم به ونتردد في الخصوصيات

فنقول المجزوم به مفهوم الوجود لا ما صدق عليه الوجود والنزاع فيه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام