فهرس الكتاب
الصفحة 1402 من 2064

تعالى اقتضت التعبير عن بعض الأمور بصيغة الماضي وعن بعضها بصيغة المستقبل فسقط ما تمسك به المعتزلة في حدوث القرآن من أنه لو كان قديما لزم الكذب في أمثال ما ذكر

فإن الإرسال لم يكن واقعا قبل الأزل

وههنا أسرار أخر لا أبوح بها ثقة بفطنتك

منها إذا قلنا كان الله موجودا في الأزل وسيكون موجودا في الأبد

وهو موجود الآن لم نرد به أن وجوده واقع في تلك الأزمنة بل أردنا أنه مقارن معها من غير أن يتعلق بها كتعلق الزمانيات

ومنها أنه لو ثبت وجود مجردات عقلية لم تكن أيضا زمانية

ومنها أنه إذا لم يكن زمانيا لم يكن بالقياس إليه ماض وحال ومستقبل

فلا يلزم من علمه بالتغيرات تغير في علمه

إنما يلزم ذلك إذا دخل فيه الزمان

المتن في أنه تعالى لا يتحد بغيره لما علمت فيما تقدم من امتناع اتحاد الإثنين مطلقا

وأنه تعالى لا يجوز أن يحل في غيره لأن الحلول هو الحصول على سبيل التبعية

وأنه ينفي الوجوب

وأيضا لو استغنى على المحل لذاته لم يحل فيه

وإلا احتاج إليه لذاته ولزم قدم المحل

وأيضا فإن المحل إن قبل الانقسام لزم انقسامه وتركبه واحتياجه إلى أجزائه

وإلا كان أحقر الأشياء

وأيضا فلو حل في جسم فذاته قابلة للحلول

والأجسام متساوية في القبول

وإنما التخصيص للفاعل المختار

فلا يمكن الجزم بعدم حلوله في البقة والنواة

وأنه ضروري البطلان

والخصم معترف به

وربما يحتج عليه بأن معنى حلوله في الغير كون تحيزه تبعا لتحيز المحل فيلزم كونه متحيزا وفي جهة

وقد أبطلناه

وقد عرفت ضعفه

كيف وأنه ينتقض بصفاته تعالى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام