فهرس الكتاب
الصفحة 1380 من 2064

لامتناع كونه معلولا لغيرها فتتقدم ماهيته عليه أي على وجوده بالوجود وهو محال كما سلف والواجب وجوده نفسه

ونمنع الاشتراك في الوجود الذي هو عينه بل المشترك هو الوجود بمعنى الكون في الأعيان أعني مفهوم الوجود العارض للموجودات الخارجية

وأما ما صدق عليه الوجود فلا اشتراك فيه

وذلك كالماهية والتشخص أو وجوه غيره أي زائد عليه ومعلول لماهيته وتقدم الماهية عليه ليس بالوجود كما تقدم

الثانية من تلك الشبه لو كان الواجب موجودا لكان إما مختارا أو موجوبا

والأول باطل

لأن العالم قديم بدليله

والقديم لا يستند إلى المختار

والثاني باطل وإلا لزم قدم الحادث اليومي أو التسلسل وكلاهما محال

والجواب لا نسلم أن العالم قديم وقد مر ضعف دلائله

الثالثة منها لو كان الواجب موجودا لكان إما عالما بالجزئيات أو لا والأول باطل وإلا لزم التغير فيه أي في ذات الواجب تعالى لتغير المعلوم الجزئي من حال إلى حال

فإن زيدا مثلا يتصف تارة بالقيام وأخرى بعدمه

والعلم لا بد فيه من أن يطابق معلومه فيتغير أيضا بحسبه فلا يكون الواجب على هذا التقدير واجبا بل حادثا لأن محل الحوادث حادث

والثاني باطل لأنا نعلم بالبديهة أن هذه الأفعال المتقنة المشاهدة في الجزئيات لا تستند إلى عديم العلم

والجواب نختار أنه عالم بالجزئيات والتغير اللازم في العلم إنما هو في الإضافات لا في الذات أي لا في صفاته الحقيقية

فإن علمه تعالى صفة واحدة حقيقية قائمة بذاته ومتعلقة بالمعلومات كلها

فإذا تغيرت لم تتغير تلك الصفة بل تغيرت تعلقاته بها وإضافاته إليها فيكون تغيرا في أمور اعتبارية لا في صفات حقيقية

وأنه جائز في الواجب كما سيأتي

ولنقتصر على هذا القدر

فإن هذا منشأ للشبهات التي طول بها الكتب وعد ذلك التطويل تبحرا في العلوم وتوسعا في التحقيق والتدقيق

وعليك بعد الاهتداء إليه بما نبهناك به من الضابطة والأمثلة أن توقر من أمثاله الأباعر جمع بعير

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام