فهرس الكتاب
الصفحة 1810 من 2064

وقد علموا ذلك بتعليم الله أو بغيره

وعن الثاني أن إبليس كان من الجن وصح الاستثناء

وتناوله الأمر للغلبة

وكون طائفة من الملائكة مسمين بالجن خلاف الظاهر مع أن ذكره في معرض التعليل لاستكباره وعصيانه يأباه

وللمثبت الآيات الدالة على عصمتهم نحو قوله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

و يسبحون الليل والنهار لا يفترون

و يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون

والجواب إنما يتم ذلك إذا ثبت عمومها أعيانا وأزمانا ومعاصي ولا قاطع فيه

وإن الظن لا يغني في مثله عن الحق شيئا

الشرح

المقصد السابع في عصمة الملائكة

وقد اختلف فيها

فللنافي وجهان

الأول ما حكى الله عنهم من قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

ولا يخفى ما فيه من وجوه المعصية وهي أربعة إذ فيه غيبة لمن يجعله الله خليفة بذكر مثالبه

وفيه أيضا العجب وتزكية النفس بذكر مناقبها

وفيه أيضا أنهم قالوا ما قالوه من نسبة الإفساد والسفك رجما بالظن إذ لا يليق بحكمة الله مع إرادته إعزاز بني آدم أن يطلع أعداءهم على عيوبهم

واتباع الظن في مثله غير جائز لقوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم

وفيه أيضا إنكار على الله تعالى فيما يفعله

وهو من أعظم المعاصي

الوجه الثاني إبليس عاص بترك السجود حتى صار مطرودا ملعونا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام