فهرس الكتاب
الصفحة 1836 من 2064

منهما وهو محال لاستحالة أن يكون جزء واحد بعينه في آن واحد في شخصين متباينين

أو يعاد في أحدهما وحده فلا يكون الآخر معادا بعينه

والمقدر خلافه

فثبت أنه لا يمكن إعادة جميع الأبدان بأعيانها كما زعمتم

الجواب إن المعاد إنما هو الأجزاء الأصلية وهي الباقية من أول العمر إلى آخره لا جميع الأجزاء على الإطلاق

وهذه أي الأجزاء الأصلية التي كانت للإنسان المأكول في الآكل فضل

فإنا نعلم أن الإنسان باق مدة عمره وأجزاء الغذاء تتوارد عليه وتزول عنه

وإذا كانت فضلا فيه لم يجب إعادتها في الآكل بل في المأكول

الثاني لو حشر فإما لا لغرض وهو عبث لا يتصور في أفعاله تعالى

وإما لغرض إما عائد إلى الله تعالى وهو منزه عنه أو إلى العبد وهو إما الإيلام وأنه منتف إجماعا من العقلاء وببديهة العقل أيضا

وذلك لقبحه وعدم ملاءمته للحكمة الإلهية والعناية الأزلية وإما الإلذاذ

وهو أيضا باطل

لأن اللذة الجسمانية لا حقيقة لها إنما هو دفع الألم بالاستقراء

وأنه لو ترك في حاله ولم يعد لم يكن له ألم

فهذا الغرض حاصل بدون الإعادة فلا فائدة فيها وأما الإيلام أولا ليدفع ذلك الألم ثانيا فيلتذ بعدمه

فهو لا يصلح غرضا إذ لا معنى له كأن يمرض عبده ليدفعه عنه فيلتذ به

أي يعود إلى عدم المرض

الجواب نختار أنه لا غرض

وحكاية العبث والقبح العقلي قد مر جوابه

ولا نسلم أن الغرض هو إما الإيلام أو الإلذاذ ولعل فيه غرضا آخر لا نعلمه

سلمنا أن الغرض منحصر فيهما لكن لا نسلم أن اللذة الجسمانية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام