فهرس الكتاب
الصفحة 1413 من 2064

حاجة إلى هذا لم نتعرض له وأيضا فتكون القابلية على تقدير عدم لزومها

وثبوتها للذات أزلا طارئة على الذات فتكون صفة زائدة عليها عارضة لها

وحينئذ فلا بد للذات من قابلية لهذه القابلية

فإن كانت قابلية القابلية لازمة للذات فذاك

وإلا فهناك قابلية ثالثة

ويلزم التسلسل في القابليات المحصورة بين حاصرين

وهو محال

وإذا كانت القابلية من لوازم الذات امتنع انفكاكها عنها فتدوم القابلية بدوامها

والذات أزلية

فكذا القابلية

وهي أي أزلية القابلية تقتضي جواز اتصاف الذات به أي بالحادث أزلا

إذ لا معنى للقابلية إلا جواز الاتصاف به أي بالمقبول

وأما بطلان اللازم فلأن القابلية نسبة تقتضي قابلا ومقبولا

وصحتها أزلا تستلزم صحة الطرفين أزلا فيلزم صحة وجود الحادث أزلا

هذا خلف

الثاني من تلك الوجوه صفاته تعالى صفات الكمال

فخلوه عنها نقص

والنقص عليه محال إجماعا

فلا يكون شيء من صفاته حادثا

وإلا كان خاليا عنه قبل حدوثه

الثالث منها أنه

تعالى لا يتأثر عن غيره

ولو قام به حادث لكانت ذاته متأثرة عن الغير متغيرة به

ويمكن الجواب عن الوجه الأول بأن اللازم مما ذكرتموه من لزوم القابلية للذات هو أزلية الصحة أي أزلية صحة وجود الحادث

وهذا اللازم ليس بمحال

فإن صحة وجود الحادث أزلية بلا شبهة والمحال هو صحة الأزلية أي صحة أزلية وجود الحادث

وهذا ليس بلازم

لأن أزلية الإمكان تغاير إمكان الأزلية ولا تستلزمه كما في الحوادث اليومية على ما مر تحقيقه

فأين أحدهما من الآخر وأيضا ما ذكرتموه منقوض إذ لو لزم وصح لزم مثله في وجود العالم وإيجاده

فإنه تعالى موصوف في الأزل بصحة إيجاد العالم

فيصح في الأزل وجوده قطعا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام