فهرس الكتاب
الصفحة 1412 من 2064

ويزول عنه هذه المعية إذا عدم الحادث فقد تجدد له صفة سلب بعد أن لم تكن

إذا عرفت هذا الذي ذكرناه فقد اختلف في كونه تعالى محل الحوادث أي الأمور الموجودة بعد عدمها

فمنعه الجمهور من العقلاء من أرباب الملل وغيرهم

وقال المجوس كل حادث هو من صفات الكمال قائم به أي يجوز أن يقوم به الصفات الكمالية الحادثة مطلقا وقال الكرامية يجوز أن يقوم به الحادث لا مطلقا بل كل حادث يحتاج الباري تعالى إليه في الإيجاد أي في إيجاده للخلق ثم اختلفوا في ذلك الحادث فقيل هي الإرادة وقيل هو قوله كن فخلق هذا القول أو الإرادة في ذاته تعالى مستند إلى القدرة القديمة

وأما خلق باقي المخلوقات فمستند إلى الإرادة أو القول على اختلاف المذهبين

واتفقوا على أنه أي الحادث القائم بذاته يسمى حادثا

وما لا يقوم بذاته من الحوادث يسمى محدثا لا حادثا فرقا بينهما

لنا في إثبات هذا المدعى وجوه ثلاثة

الأول لو جاز قيام الحادث بذاته لجاز أزلا

واللازم باطل

الملازمة فلأن القابلية من لوازم الذات

وإلا لزم الإنقلاب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي فإن القابلية إذا لم تكن لازمة بل عارضة كان الذات في حد نفسها قبل عروض القابلية لها ممتنعة القبول للحادث المقبول

وبعد عروضها ممكنة القبول له

فيلزم ذلك الانقلاب

ولو فرض زوال القابلية بعد ثبوتها لزم الانقلاب من الإمكان الذاتي إلى الامتناع الذاتي

ولما لم يكن لنا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام