فهرس الكتاب
الصفحة 1373 من 2064

يكون حادثا

وإلا احتاج إلى مؤثر آخر فيلزم الدور أو التسلسل أو الانتهاء إلى قديم

والأولان باطلان والثالث هو المطلوب

المسلك الثاني للحكماء وهو أن في الواقع موجودا مع قطع النظر عن خصوصيات الموجودات وأحوالها

وهذه مقدمة يشهد بها كل فطرة فإن كان ذلك الموجود واجبا فذاك هو المطلوب

وإن كان ممكنا احتاج إلى مؤثر

ولا بد من الانتهاء إلى الواجب

وإلا لزم الدور أو التسلسل

وفي هذا المسلك طرح لمؤنات كثيرة كانت في المسلك الأول من بيان حدوث العالم وإمكانه

وما يتوجه عليه من الأسئلة والأجوبة عنها فإنها سقطت ههنا كما ترى

المسلك الثالث لبعض المتأخرين يعني صاحب التلويحات

وهو أنه لا شك في وجود ممكن كالمركبات

فإن استند إلى الواجب ابتداء أو انتهى إليه فذاك

وإن تسلسلت الممكنات

قلنا جميع الممكنات المتسلسلة إلى غير النهاية من حيث هو جميع ممكن لاحتياجه إلى أجزائه التي هي غيره

فله علة موجدة ترجح وجوده على عدمه لما عرفت من أن الإمكان محوج

وهي لا تكون نفس ذلك المجموع إذ العلة متقدمة على المعلول

ويمتنع تقدم الشيء على نفسه ولا جميع أجزائه لأنه عينه

ولا تكون أيضا جزءه أي بعض أجزائه إذ علة الكل علة لكل جزء وذلك لأن كل جزء ممكن محتاج إلى علة

فلو لم تكن علة المجموع علة لكل واحد من الأجزاء لكان بعضها معللا بعلة أخرى فلا تكون تلك الأولى علة للمجموع

بل لبعضه فقط

وحينئذ فيلزم أن يكون الجزء الذي هو علة المجموع علة لنفسه ولعلله أيضا

وإذا لم تكن علة المجموع نفسه ولا أمرا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام