فهرس الكتاب
الصفحة 1372 من 2064

من انقلاب النطفة علقة ثم مضغة ثم لحما ودما

إذ لا بد لهذه الأحوال الطارئة على النطفة من مؤثر صانع حكيم لأن حدوث هذه الأصوار لا من فاعل محال

وكذا صدورها عن مؤثر لا شعور له

لأنها أفعال عجز العقلاء عن إدراك الحكم المودعة فيها

وأما في الآفاق كما نشاهد من أحوال الأفلاك والعناصر والحيوان والنبات والمعادن

والاستقصاء مذكور في الكتاب المجيد ومشروح في التفاسير

الرابع الاستدلال بإمكان الأعراض مقيسة إلى محالها كما استدل به موسى عليه السلام حيث قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى

أي أعطى صورته الخاصة وشكله المعين المطابقين للحكمة والمنفعة المنوطة به وهو أن الأجسام متماثلة متفقة الحقيقة لتركبها من الجواهر المتجانسة على ما عرفت فاختصاص كل من الأجسام بما له من الصفات جائز فلا بد في التخصيص من مخصص له ثم بعد هذه الوجوه الأربعة نقول مدبر العالم إن كان واجب الوجود فهو المطلوب

وإلا كان ممكنا فله مؤثر ويعود الكلام فيه

ويلزم إما الدور أو التسلسل

وأما الانتهاء إلى مؤثر واجب الوجود لذاته

والأول بقسميه باطل لما مر في مرصد العلة والمعلول من الأمور العامة فتعين الثاني

وهو المطلوب

ولا يذهب عليك أن ما ذكره تطويل ورجوع بالآخرة إلى اعتبار الإمكان وحده والاستدلال به

والمشهور أن المتكلمين استدلوا بأحوال خصوصيات الآثار على وجود المؤثر

فقالوا إن الأجسام محدثة لما مر فكذا الأعراض

فلا بد لها من صانع

ولا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام