فهرس الكتاب
الصفحة 1371 من 2064

المرصد الأول في الذات

وفيه مقاصد ثلاثة

المقصد الأول في إثبات الصانع

وللقوم فيه مسالك خمسة

المسلك الأول للمتكلمين قد علمت أن العالم إما جوهر أو عرض

وقد يستدل على إثبات الصانع بكل واحد منهما إما بإمكانه أو بحدوثه بناء على أن علة الحاجة عندهم إما الحدوث وحده

أو الإمكان مع الحدوث شرطا أو شطرا فهذه وجوه أربعة

الأول الاستدلال بحدوث الجواهر

قيل هذه طريقة الخليل صلوات الرحمن وسلامه عليه حيث قال لا أحب الآفلين

وهو أن العالم الجوهري

أي المتحيز بالذات حادث كما مر وكل حادث فله محدث كما تشهد به بديهة العقل

فإن من رأى بناء رفيعا حادثا جزم بأن له بانيا

وذهب أكثر مشايخ المعتزلة إلى أن هذه المقدمة استدلالية

واستدلوا عليها تارة بأن أفعالنا محدثة ومحتاجة إلى الفاعل لحدوثها

فكذا الجواهر المحدثة لأن علة الاحتياج مشتركة وأخرى بأن الحادث قد اتصف بالوجود بعد العدم

فهو قابل لهما فيكون ممكنا

وكل ممكن يحتاج في ترجيح وجوده على عدمه إلى مؤثر كما سلف في الأمور العامة

الثاني الاستدلال بإمكانها

وهو أن العالم الجوهري ممكن لأنه مركب من الجواهر الفردة إن كان جسما

وكثير إن كان جسما أو جوهرا فردا

والواجب لا تركيب فيه

ولا كثرة بل هو واحد حقيقي

وكل ممكن فله علة مؤثرة

الثالث الاستدلال بحدوث الأعراض أما في الأنفس مثل ما نشاهد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام