أهدى إلي أحد إخواني كتاب معالم السلوك للجفري , وناشدني أن أقرأه وأدوّن له ملاحظاتي عليه ففعلتُ.
وكنت سأكتفي بإعطاء ذلك الأخ نسخة من الملاحظات التي دوّنتُها , ولكنني ارتَأيت أن أنشرها للناس لعده أسباب:
أوّلها , أن الفتاوى والأقوال التي يرفضها الجفري في كتابه ويصفها بأنها مُحْدَثَة ولا سلف للقائلين بها , إنما هي فتاوى الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله , وهي ثابتة وأشهر من الأقوال التي يدعو غليها! ولا يجوز لمن له مذهب خاص أن يلغي غيره!
ثانيها , أن الأخطاء والمغالطات التي في الكتاب شديدة الخطورة , وتفشيها بين الناس يسير بخطاً سريعة , لأن غالبها في صورة قصص وحكايات , وهذا مما يسهل على الناس حفظه وتداوله.
ثالثها , أن الكتاب يطبع بكرة ويوزع في المناسبات , وهو صغير لحجم تسهل قراءته.
رابعها , عندما أصدر شيخ القرّاء بالشام محمد كريم راجح , حفظه الله بيانه الخاص بالتنبيه على أخطاء الجفري وكثرة روايته للأحاديث الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك القصص المنكرة , ادّعى البعض أن ما رآه الشيخ كريم راجح من تسجيلات للجفري , والتي فيها تلك الأمور , إنما هو مدسوس عليه و"مدبلج" (1) .
(1) وحاول بعض الناس أن يدافع عن الجفري بأنه ربما عزا الحديث إلى غير مرجعه لاّنه كان يرتجل الكلام. فكان هذا الكتاب دليلاً على صحة ما قاله الشيخ كريم راجح ..
فالجفري هنا لا يرتجل بل هو يطبع كتابا ويعزو الكلام متعمداً ومن المؤسف أن ذاك الذي دافع عن الجفري قد أساء جداً للشيخ الجليل كريم راجح بدون وجه حق ,في حين دافع عن الجفري ولكن أيضاً بدون وجه حق.