حيث عرضت العقيدة مظاهر هذه العظمة من خلال الدعوة إلى النظر في كتاب الله المفتوح، وهو الكون الفسيح، فحين يرى المؤمن ما حوله من المخلوقات والكائنات، وما يبدو فيها من عظمة الخالق وقدرته التي ليست لها حدود، يمتلئ قلبه بتعظيم الله وإجلاله [1] .
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [العنكبوت: 19 - 21] .
ففي هذه الآيات أمر الله تعالى عباده بالنظر العلمي المتتبع لمعرفة كيف بدأ الخلق؟ فيستدلوا من بدء الخلق على حاجته إلى خالق عظيم أحدثه بعد أن لم يكن شيئًا
(1) انظر: العقيدة الإسلامية وأسسها، عبد الرحمن حسن حبنكة: (100 - 155) .