المبحث الرابع
محاسن العقيدة في الجانب العلمي
حثت العقيدة العقول على النظر والاستدلال، لتصل بالبرهان والدليل إلى معرفة الله وتعظيمه، والقيام بحقوقه.
(فتجدها تارة تلفت النظر إلى أنه لا يمكن أن يوجد المخلوق هكذا، ولا أن يوجد من دون موجد {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35] .
(أما كون الإنسان موجدًا لنفسه فهذا أمر ما ادعاه الخلق، وأما وجود الإنسان هكذا من غير موجد، فأمر ينكره منطق الفطرة ابتداء، ولا يحتاج إلى كثير جدل، وإذا كان هذان الفرضان باطلين، فإنه لا يبقى إلا الحقيقة التي يقولها القرآن وهي أن الخلق خلقه الله الواحد الأحد.
(وتارة تدعو إلى النظر في السماوات والأرض، فهل هم خلقوها، إذ لم تخلق نفسها، كما أنهم لم يخلقوا أنفسهم.