وقد شهد بهذه العقيدة - عقيدة التوحيد لدى المسلمين - الفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) قائلًا: «كانت ديانة النبي محمد توحيدًا بسيطًا، ليس فيه التعقيد الذي نراه في عقيدة الثالوث والتجسيد، ولم يزعم النبي لنفسه أنه إلهي، ولا زعم له أتباعه هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه، وجعل واجبًا على المسلمين أن يفتحوا من العالم ما وسعهم فتحه في سبيل الإسلام، على ألا يسمح لهم خلال ذلك باضطهاد المسيحيين أو اليهود» [1] .
إن من أهم ما تميزت به العقيدة الإسلامية أنها جعلت كل حركة للإنسان أو سكون - إذا صح منه وكان ذلك مشروعًا وأريد به وجه الله تعالى - داخلًا في معنى العبادة، ولذا جاء قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] [2] .
وما دامت هذه الحياة بما فيها من أقوال وأفعال فيجب الإحسان في أدائها، والإحسان هنا لا يأتي من مؤثر
(1) تاريخ الفلسفة الغربية، الطبعة العربية، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود: (2/ 186) .
(2) الأمنية في إدراك النية، للقرافي.