قال القرطبي: «قال ابن عطية: أجمعت الأمة على إبطال التقليد في العقائد» [1] .
وكما حرم الإسلام ادعاء علم الغيب، اتجه أيضًا نحو باطن المسلم ونفسه، التي عادةً ما تنزع إلى التطير أو التشاؤم، فأكد أن الطيرة بأنواعها لا تضر المرء ولا تنفعه، علاوة على أنها من قوادح العقيدة وخورامها؛ لما فيها من سوء ظن بالله، وعدم تفويض الأمر إليه، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا صفر» [2] .
وقال - صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، والفأل الصالح: الكلمة الحسنة» [3] .
والتطير يجعل أبواب الوساوس تنفتح على المرء من كل مكان؛ حيث يدخل عليه الشيطان من خلالها، في المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى، بما يفسد
(1) الجامع لأحكام القرآن: (3/ 143) .
(2) رواه البخاري: (5387) .
(3) رواه ابن ماجه في سننه: (3536) ، وانظر السلسلة الصحيحة (786) .