مما تميزت به العقيدة الإسلامية: الواقعية والبعد عن الأفلاطونية المثالية والتهويم في الخيال، حيث راعت احتياجات الإنسان بحسب تكويناته الروحية والجسدية.
ولسنا نعني بالواقعية الرضا بالواقع أيًّا كان وضعه، أو تكييف مبادئ العقيدة حتى تساير واقعية الحياة دون اعتبار أو حكمة، ولكن نعني بالواقعية أن العقيدة تتعامل مع الحقائق الموضوعية ذات الوجود الحقيقي والأثر الواقعي الإيجابي، بمعنى أنها تتعامل مع الحقيقة الإلهية متمثلة في آثارها الإيجابية، وتتعامل مع الحقيقة الكونية متمثلة في مشاهدها المحسوسة المؤثرة أو المتأثرة.
وتتعامل مع الحقيقة الإنسانية كما هي في الواقع، من حيث كونها مركبة من روح ومادة، ودم وأعصاب وغرائز، يدل على ذلك اعترافها بخلقة الإنسان، إذ يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} [المؤمنون: 12] .
ويقول أيضًا - عز وجل: وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا