من محاسن العقيدة الإسلامية أنها أولت النية اهتمامًا عظيمًا في وقت ربطت فيه بينها وبين صحة العمل.
فقد قررت حصول الأجر عند وجود القصد الشريف والنية الخالصة لله، حتى وإن لم يحصل العمل؛ ذلك بأن النية تُعد أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات» [1] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: «إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا» [2] .
وبالنية الطيبة تنقلب المباحات والعادات إلى طاعات وقربات إلى الله، فمن تناول غذاءه بنية حفظ حياته وتقوية جسده، ليستطيع القيام بما أوجبه عليه ربه، من حقوق وتكاليف لأهله وأولاده - كان طعامه وشرابه مع النية الصالحة عبادة، ومن أتى شهوته مع ما أحله الله له من زوجة، يقصد إعفاف نفسه وأهله، وابتغاء ذرية صالحة، كان ذلك عبادة تستحق المثوبة والأجر من الله، وفي ذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة»
(1) رواه البخاري (1) .
(2) رواه البخاري (2996) .