فهرس الكتاب
الصفحة 69 من 107

إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [يونس: 12] .

فهذه الآيات تعترف بخصائص الإنسان ونفسيته، وتتعامل معه وفقها وما تقتضيه، ومن ناحية أخرى نرى موافقة العقيدة للتركيبة البشرية من حيث المنهج الذي تقدمه له، فهو منهج يتفق وطبيعة الإنسان، وإمكاناته وطاقاته الحقيقية، وكما يقال: «هذه الواقعية واقعية مثالية أو مثالية واقعية» .

قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] .

وقال جل جلاله: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34] .

رسمت العقيدة للإنسان البرنامج العملي الذي لو سلكه كتب له التوفيق في دنياه وآخرته؛ ذلك أن الله - عز وجل - لم يخلق الإنسان في هذه الحياة هملًا، ولم يتركه سدى، بل رسم له طريق السعادة، وهيأ له أسبابه، ومكنه من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام