المبحث الثالث
محاسن العقيدة في نظرتها للإنسان
من محاسن العقيدة الإسلامية أنها أوضحت لنا مكانة الإنسان بين المخلوقات، وأصل خلقه وتكوينه، فقطعت المجال على الملاحدة وغيرهم ممن يتحدثون في خلق الإنسان وأصل تكوينه مثل (دارون) صاحب نظرية النشوء والارتقاء.
فالله - عز وجل - ابتدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل ذريته من سلالة من ماء مهين؛ إذ خلق آدم من طين بيديه، ونفخ فيه من روحه، وخلق منه أنثاه، وعلمه الأسماء، وأسجد له ملائكة السماء، فسجدوا كلهم أجمعون، إلا إبليس أبى، ونهاه عن الأكل من الشجرة فنسى، فأكل منها فعصى وغوى، وتلقى كلمات منه تعالى، فقالها فتاب عليه وهداه، وأهبطه إلى الأرض خليفة فيها بعد أن هيأها له، وسخر له كل ما فيها.
قال تعالى عن خلق آدم: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي