مدبر - عز وجل -، فإذا تقرر هذا لدى العاقل علم أن ليس من الممكن أن يقع في ملك الله إلا ما يريده، وما يقدره، يدلنا على هذا قوله جل شأنه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] .
ولذا جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وكذب بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيده» [1] .
ومتى صح فهم المسلم لعقيدة القضاء اطمأن قلبه لكل ما يجري في الكون مما لا كسب له فيه، ورضي بمراد الله مهما كان ذلك الأمر محزنًا أو سارًا.
وفيما يأتي نذكر بعضًا من محاسن العقيدة في هذا الجانب:
فإنه متى آمن المسلم بأن كل شيء بقدر الله، وأنه لن تصيبه مصيبة إلا بإذن الله ومشيئته ولحكمة أرادها، حين
(1) انظر: الإبانة لابن بطة، تحقيق: د. عثمان الأثيوبي: (2/ 159) .