قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] .
وقال عز من قائل: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23] .
ومن السنة النبوية قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل» [1] .
على أن بيان العقيدة الإسلامية لمسألة القضاء والقدر يوافق مقتضى الفطرة الإنسانية التي رأت منذ عصر الجاهلية وما قبله أن شيئًا في الكون لا يقع إلا بمراد الله تعالى، ومن ثم احتج المشركون على شركهم بالقدر (خطًا) ، فقالوا: {لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [النحل: 35] .
ويوافق العقل السليم الذي يدل صاحبه على أن الله تعالى هو خالق الكون، ومدبره، ولا يمكن أن يكون الكون على هذا النظام البديع من التآلف والتناسق إلا بتدبير
(1) رواه مسلم (2664) .