إذا كان العدل هو الصفة المميزة للإله فلا يمكن في شريعته أن يؤاخذ إنسان ما بجرم وجريرة غيره، هذا ما أصلته العقيدة الإسلامية حين تقول: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] ، وكذا قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95] .
إذن الأصل ألا يحمل الإنسان تبعة غيره؛ لأن هذا يتنافى ومبدأ العدل الذي أقرته شرائع السماء كافة.
من هذا نعلم فضل العقيدة، وكيف أنها عالجت خطيئة آدم - عليه السلام - التي تحدثت عنها كتب النصارى دون قتل أو صلب، بل إن جزاء الخطيئة لحق فاعلها فقط وهو آدم - عليه السلام - وزوجته، ثم تاب الله عليه واجتباه واصطفاه، قال تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122] .