ومن تكريم الله للجنس البشري: ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء، {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3] ، وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد، والله يتولى في الآخرة حسابه.
ضمنت العقيدة الإسلامية لأهل الذمة الحفاظ على مقدساتهم وشعائرهم ضمن الحماية الكاملة لهم ما داموا في بلاد المسلمين وتحت سلطانهم، يقول ابن سعد: «كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسقف بني الحارث بن كعب، وأساقفة نجران، وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته» [1] .
(1) الطبقات الكبرى (1/ 266) .