فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 107

وتصرفاته الاختيارية يتولى قيادتها شيء لا يقع عليه سمعه ولا بصره ولا يوضع في يده ولا عنقه ولا يجري في دمه ولا في عضلاته ولا في أعصابه، وإنما هو معنى إنساني روحاني أساسه الفكرة والعقيدة» [1] .

كما ربطت آيات القرآن بين الكفر بالله وإنكار ألوهيته، والكفر باليوم الآخر وبين سيء الأخلاق في مثل قوله - عز وجل: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [النحل: 22] .

جاءت العقيدة الإسلامية موافقة للفطرة الإنسانية السليمة، وملبية لندائها؛ إذ إن أول ما تتوجه إليه الفطرة السليمة هو إله خالق لها ولهذا الكون، تتوجه إليه بالتوحيد اعتقادًا، وبالعبادة انقيادًا وخضوعًا، وهذا ما جاء به الإسلام في جانب العقيدة [2] .

يقول برجسون في كتابه الأخلاق: «قد نرى أجيالًا من الإنسانية على اختلاف عصورهم خلت من العلم والفن

(1) الدين، للدكتور محمد عبد الله دراز (101) .

(2) انظر: الإسلام الدين الفطري الأبدي، أبو النصر الحسيني: (24 - 40) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام