فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 107

يوضحه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل: أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: «أحسنهم خلقًا» [1] .

فالإيمان قوة عاصمة عن الدنايا، دافعة إلى المكرمات، ومن هنا فإن الله تعالى عندما يدعو إلى خير أو ينفر من شر يجعل ذلك من مقتضيات الإيمان به جل وعلا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] .

إن عقيدة المؤمن في الله أولًا وفي الحساب والجزاء ثانيًا تجعل ضميره في الحياة صحوًا يقظًا، فهو يراقب نفسه ويحاسبها ويلومها، ولا ريب أن هذا الضمير الحي الذي يتكون في ظل الإيمان والعقيدة أثره في مجالات الحياة كلها، يُلمس أثره في أداء الحقوق المالية، وكذا في الاعتراف بالجريمة في شجاعة وتحمل للعقوبة؛ خشية من الله وطلبًا لمرضاته [2] .

يقول الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله: «والسر في أن الإنسان يمتاز عن سائر الحيوانات الحية بأن حركاته

(1) أخرجه ابن ماجه (4259) ، والحاكم (4/ 540) ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وقال الذهبي: صحيح.

(2) انظر: القيم الحضارية في السنة النبوية: (1/ 261) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام