فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 107

بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون: 91] . وفي الآية الأخرى يقول - عز وجل - في جزالة لفظ، وفخامة معنى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء: 22] ، إلى غير ذلك من الأدلة.

وأدلة الخلق في الأنفس والكون مؤيدة بالمنطق العقلي الذي لا يمكن أن يحيل الدقة العجيبة في الكون والخلق عمومًا إلى الطبيعة أو غيرها ولا ينسبها إلى الله الخالق - عز وجل -.

من محاسن العقيدة الإسلامية أنها لم تلغ العقل ودوره في فهم ومعرفة الأصول الاعتقادية، فهو لا يتناقض مع الأصول النصية النقلية، بل ما صرح منه اتفق مع ما صح منها لا محالة.

وهو شرط في التكليف، وآلة للتمييز بين الحسن والقبيح، ولولاه لم يكن تكليف، ولا توجه أمر ولا نهي، لكنه دائمًا يحتاج إلى هداية الوحي وتنبيه الرسل لتقويمه وتأييده.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام