إن النداءات الفطرية فينا تدعو لوجود خالق مهيمن عظيم، يجيب من دعاه، ويعطي من سأله، ويمده بالعون عند حلول الشدائد والمصائب.
فالإنسان دائمًا في حاجة إلى الإيمان والتدين، والعقيدة والدين ضرورة من ضرورات حياته، وحاجة من حاجات نفسه، فلا غنى له عن الإيمان بربه وعن عبادته بحال من الأحوال، ومن هنا لم تخل أمة وجدت على وجه الأرض ومنذ عهد الإنسان بالحياة من عقيدة ودين، ومصداق ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] .
قال بازماك المؤرخ الإغريقي مقررًا هذه الحقيقة: «وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ولا قصور، وبلا سدود ولا قناطر، ولكن لم توجد مدن بلا معابد ... » [1] .
وحسب إنسان أن إيمانه واعتقاده بالله يوافق شعوره الفطري والنتائج النظرية التي يتوصل إليها الباحثون والعلماء، أو أن يتفق شعوره مع إحساس الكثرة الكاثرة من المجموعة الإنسانية.
(1) انظر: عقيدة المؤمن، للشيخ أبو بكر الجزائري: (26، 27) .