عليه دينه، وينكد عليه عيشه، فهي نوع جهالة في التفكير، وسفه في العقل، ولذا لا تجد متطيرًا إلا وعنده لوثة من عقل، وسفه يجره إلى موابئ العرافين والدجالين، ويوقف كثيرًا من قراراته ومسارات حياته على إيحاءاتهم وتكهناتهم المضلة!
كما شددت العقيدة على حرمة تعاطي ما تنكره العقول، وتنفر منه، كاعتقاد التأثير في العدوى والأنواء وغيرها، واعتقاد أن الغول تتراءى للناس في الفلوات، فتتغول لهم - أي: تتلون لهم - في صور شتى؛ لتضلهم عن الطريق فتهلكهم، فأبطلت العقيدة الإسلامية ذلك [1] .
كما كان موقفها من اعتقاد تأثير النجوم على الحوادث الأرضية صريحًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» [2] .
والمقصود: النهي عن اعتقاد أن للنجوم في سيرها واجتماعها وتفرقها تأثيرًا على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمى بعلم التأثير، أما علم التسيير - وهو:
(1) انظر: النهاية لابن الأثير: (3/ 396) .
(2) رواه أبو داود (3905) ، وابن ماجه (3726) ، ورجاله ثقات.