الثاني: بعض المصنفين من المتقدمين و المتأخرين قرروا في كتبهم مذهب التفويض في نصوص الصفات ، و نسبوه إلي السلف جهلًا و غلطًا ، فارع انتباهك لذلك عند قراءتك لهذه الكتب ، فخذ الصالح منها ، و اطرح الطالح ، فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها ، و هو أحق بها .
و كلمة أخيرة أود ذكرها ، وهي وجوب الرجوع إلي هدي السلف الصالح في كل شئ في باب صفات الله ، و في غيره ، فإنَّهم ورثوا هديهم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فأعظم به هديًا لمن طلب النجاة و سعادة الدنيا و الآخرة .
و كل خيرٍ في اتباع من سلف
وكلُّ شرِ في اتباع من خلف
"و إذا حقق المسلمون العودة الكريمة ، و تمسكوا بأهداب العقيدة السلفية ، و قام فيهم هذا التغيير ، فسيزول معه ـ بإذن الله تعالي ـ كثير من الخصومات و العداوات ، و ستكون الوحدة الحقيقية للصف الإسلامي نابعة من وحدة العقيدة المتماسكة" (1) .
والدعوة إلي الرجوع إلي مذهب السلف ليس دعوة إلي
(1) علاقات الإثبات و التفويض بصفات رب العالمين ص 114 .