الصفحة 45 من 53

الثاني: التأويل: بمعنى التفسير , ولهذا قال مجاهد: إن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه, فإنه أراد بذلك تفسيره , وبيان معانيه , وهذا مما يعلمه الراسخون.

وابن جرير مشى في تفسيره على هذا الإصطلاح فيقول عند تفسير الأية (( تأويل الآية ) )وعلى هذا المعنى يحمل كلام من وقف على قوله: (( والراسخون في العلم ) ), في الأية فهو حق بهذا الإعتبار.

الثالث: التأويل بمعنى الحقائق الموجودة التي يؤول الكلام إليها , فتأويل ما أخبر الله به في الجنة من النعيم - مثلا- هو الحقائق الموجودة أنفسها وكنهها وكيفيتها , لامايتصور من المعاني في الذهن عند ورود ذكر الجنة وهذا التأويل هو الذي لايعلمه إلا الله , ومن ذلك كيفية صفات الله - عز وجل - فهو من التأويل الذي لايعلمه إلا الله. وهذا هو التأويل في لغة القرآن في مثل قوله - تعالى -: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) , ]سورة الأعراف, الأية 53[

وعلى هذا يحمل كلام من وقف على قوله:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام