و إن مما لا يخفي فضل السلف الصالح من هذه الأمة ـ الصحابة و التابعون وتابعوهم ـ ، وعظيم علمهم ، بما أنزل الله في كتابه ، و بما جعله علي لسان نبيه ـ صلي الله عليه وسلم ـ .
و قد كانوا أعلم الناس بمراد الله ، و أعلم الناس بمراد رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ، و أعظمهم متابعة لله و رسوله ، و أحسنهم فهمًا لآيات القرآن و كلام رسول الإنس والجان .
و إن مما علموه ، وعرفوه ، وفهموه ، ما ورد في القرآن و السنة النبوية من نصوص صفات رب العالمين ، فزادهم ذلك إيمانًا و تعظيمًا و خشية لله عز وجل ، فاستحقوا بذلك مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، في قوله:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (1) .
و قد مشى علي ما موا عليه ظائفة ، فآمنوا بما آمنوا به ، و تابعوهم حذو القذة بالقذة ، فاستحقوا بذلك مدح الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ، في قوله:"و لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق ،"
= 22 / عيدين و ابن ماجة 45 / مقدمة من حديث جابر ، واللفظ لمسلم إلا:"وكل ضلالة في النار". فتفرد بها النسائي بإسناد صحيح .
(1) أخرجه البخاري في الصحيح كتاب فضائل الأصحاب باب رقم"1"و في الشهادات باب 9 ، و أحمد في المسند 2 / 378 ، 442 من حديث ابن مسعود والذي عند البخاري من حديث عمران بن حصين .