و قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ:"و الصنف الثالث أصحاب التجهيل ، الذين قالوا: نصوص الصفات ألفاظ لا تعقل معانيها ، و لا يدري ما أراد الله و رسوله منها ، لكن نقرؤها ألفاظًا لا معاني لها ، و نعلم أن لها تأويلًا لا يعلمه إلا الله ، وهي عندنا بمنزلة { كهيعص } [ سورة مريم ، الآية 1 ] ."
و { حم عسق } [ سورة الشوري ، الآيتان: 1 ـ 2 ] { المص } [ سورة الأعراف ، الأية: 1 ] . فلو ورد علينا منها ما ورد ن لم نعتقد فيه تمثيلًا ، و لا تشبيهًا ، و لم نعرف معناه ، و ننكر علي من تأوله ، و نكل علمه إلي الله تعالى . و ظن هؤلاء أن هذه طريقة السلف ، و أنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء و الصفات ، و لا يفهمون معني قوله: { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ سورة ص ، الأية 75 ] ، و قوله: { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [ سورة الزمر ، الآية: 5 ] ، و أمثال ذلك من نصوص الصفات" (1) أهـ ."
و هو كلام نفيس في شرح مذهب المفوضة ، واضح كل الوضح .