الصفحة 37 من 53

بل ترك الناس حيارى لا يدرون ما يعملون هل يثبتون أم ينفون؟! أم ماذا يعتقدون؟! والله - عز وجل- يقول: ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) ، [سورة الأنعام ، الآية: 38] ، فيمتنع أنْ يكون التفريط في باب أسماء الله وصفاته.

الثالث: يلزم منه أنَّ الله -عز وجل- خاطب عباده بألفاظ لا يفهمون المقصود منها، وأنَّه لم يرد منهم الإيمان بما دلَّت عليه وهذا عيُّ في الكلام ينزه الخالق -سبحانه- عنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"لكنْ هل مالا يفهمه أحد من الناس، بل ولا الرسول عند من يجعل التأويل هو معنى الآية، ويقول: إنَّه لا يعلمه إلاَّ الله؟ فيلزم أنْ يكون في القرآن كلام لا يفهمه لا الرسول ، ولا أحد من الأمَّة بل ولا جبريل هذا هو الذي يلزم على قول من يجعل معاني هذه الآيات لا يفهمه أحد من الناس، لكن ليس فيه أنَّ الخطاب المنزل، الذي أمرنا بتدبره لا يفقهه، ولا يفهم معناه لا الرسول ولا المؤمنون، فهذا هو المنكر الذي أنكره العلماء، فإنَّ الله قال: (إنَّا جعلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون) . [سورة الزخرف ، الآية: 3 ] (1) ."

(1) مجموع الفتاوى 16 / 410، 411 .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام