بيان بطلان مذهب التفويض
تقدم معرفة المقصود بالتفويض ، وتقدم بيان بطلان أن يكون التفويض مذهبًا للسلف، وبقى أن تتم الفائدة ببيان بطلان القول بالتفويض في نصوص صفات الله -عز وجل-، ويتضح ذلك البطلان بوجوه.
الأول: يلزم من القول بالتفويض أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم معاني نصوص الصفات والتي ذكرها الله في القرآن، وذكرها هو في خطاباته لأصحابه، وهذا ظاهر البطلان، إذْ كيف يجهل الرسول - عليه السلام - تفسير الآيات؟! وفي ماذا؟ في أعظم مقصود للخلق هو معرفة الله - عز وجل- كيف يجهل الرسول - عليه السلام- المقصود بهذه النصوص وهو أعلم الخلق بالله وما يجب له - سبحانه- ، وما يمتنع عليه.
الثاني: يلزم منه أن الله - عز وجل - لم يبين الحق المراد من نصوص صفاته التي أنزلها إلى عباده، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين الواجب نحو مثل هذه النصوص وطريقة التعامل معها،