الصفحة 10 من 53

وقال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ:"فصلُ . اشتمال الكتب الإلهية على الأسماء والصفات أكثر من اشتمالها على ما عداه ، وذلك لشرف متعلقها وعظمته وشدة الحاجة إلى معرفته ، فكانت الطرق إلى تحصيل معرفته أكثر وأسهل وأبين من غيره . وهذا من كمال حكمة الرب تبارك وتعالى وتمام نعمته وإحسانه ... ومعلوم أن حاجتهم إلى معرفة ربهم وفاطرهم فوق مراتب هذه الحاجات كلها ، فإنه لا سعادة لهم ولا فلاح ولا صلاح ولا نعيم إلا بأن يعرفوه ، ويعتقدوه ، ويكون هو وحده غاية مطلوبهم ، والتقرب إليه قرة عيونهم ..."اهـ (1) .

ومازال الصحابة رضوان الله عليهم على ما تركهم عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، من الإيمان بما دلت عليه النصوص من أسماء الله وصفاته ، مثبتين لمعانيها ، معتقدين لها ، حتى ورث ذلك عنهم التابعون ، فلا يوجد بينهم من ينكر ذلك ، ولا من يحرفه ، ولا من يعتقد أن ظواهر النصوص لا معنى لها . حتى شذ فى آخر عصرهم شقىُّ يقال له الجعد بن درهم ، فتكلم فى آيات الصفات بالإنكار ، فأخذه والى العراق خالد بن عبد الله القسرى ، فقتله يوم عيد الأضحى ، روى أنه خطب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام