بيان التفويض والتعريف به ومقولات المفوضة وغيرهم فى شرحه
التفويض لغة: هو من ردّ الأمر إلى الغير ، تقول: فوضت الأمر إلى فلان يعنى رددته إليه . قال فى مختار الصحاح فى مادة ف و ض: فوَّص إليه الأمر ردَّه إليه.
وأما فى اصطلاح المفوضة ، فالمقصود بالتفويض: رد معرفة معانى نصوص الصفات فى القرآن والسنة إلى الله عز وجل دون غيره.
ومن عباراتهم فى ذلك: إن المراد بهذا خلاف مدلولها الظاهر المفهوم ، ولا يعرفه أحد ، كما لا يعلم وقت الساعة (1) .
ويقرر الرازى مذهب التفويض فيقول: حاصل هذا المذهب: أن هذه المتشابهات ـ يعنى نصوص الصفا ـ يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شئ غير ظواهرها ، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ، ولا يجوز الخوض فى
(1) شرح الطحاوية لابن أبي العز ص 596 .