قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقول ربيعة ومالك الإستواء غيرمجهول والكيف غير معقول , والإيمان به واجب , موافق لقول الباقين: أمروها كما جاءت بلا كيف, فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة , ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه - على مايليق بالله - لماقالوا: الإستواء غير مجهول , والكيف غير معقول , ولما قالوا أمروها كما جاءت بلا كيف فإن الإستواء حينئذ لايكون معلوما, بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم.
-وأيضا -: فإنه لايحتاج إلى نفس علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى, وإنما يحتاج إلى نفس علم الكيفية إذا أثبتت الصفات فلو كان مذهب السلف نفس الصفات في نفس الأمر . لما قالوا بلا كيف , وأيضا فقولهم: أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ماهي عليه, فإنها جاءت ألفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمروها لفظا , مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد , أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لايوصف بما دلت عليه حقيقة ))
(1) , إلخ كلامه - كلامه رحمه الله - وهو كلام مبين