فهرس الكتاب
الصفحة 1929 من 2064

قلنا ليس الطريق إلى احتياج العالم في حدوثه إلى الصانع منحصرا في القياس المذكور إذ تقدم لنا في إثبات الصانع وجوه خمسة لا يحتاج فيها إلى هذا القياس

الثاني من تلك الأمور نسبة فعل العبد إلى الله تعالى فلأنه يلزمه كونه فاعلا للقبائح فجاز حينئذ إظهار المعجزة على يد الكاذب إذ غايته أنه فعل قبيح

وقد جوزتم صدوره عنه تعالى

فلا يبقى للمعجزة دلالة على صدق النبي

وجاز أيضا الكذب عليه سبحانه فيرتفع الوثوق عن كلامه في وعده ووعيده

وفيه إبطال الشرائع بالكلية

قلنا قد أجبنا عنه بما مر من أنه لا قبيح بالنسبة إليه تعالى

بل الأفعال كلها يحسن صدورها عنه

ومن أن إظهار المعجزة على يد الكاذب وإن كان ممكنا صدوره عنه عقلا إلا أنه معلوم انتفاؤه عادة كسائر العاديات إلى آخر ما مر في البحث عن كيفية دلالة المعجزة

الثالث إثبات الصفات قول بقدماء متعددة

وقد كفر النصارى للقول بقدماء ثلاثة فكيف الستة أو السبعة أو أكثر

قلنا قد مر جوابه في بحث القدم وأشير إليه في مباحث الصفات

الرابع قولهم القرآن قديم

فإنه يقتضي عدم كون المسموع قرآنا لحدوثه قطعا إذ هو مركب مما لا يجتمع في الوجود معا بل ينعدم المتقدم عند وجود المتأخر

قلنا ما ذكرتم مشترك الإلزام لأن الحروف والأصوات التي يتكلم بها الله على مذهبكم قد انتفت

وما يتكلم به حروف وأصوات أخر

فما تسمعه ليس كلام الله فقد لزمكم الكفر أيضا

ولا مفر لكم إلا أن تقولوا ما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام