فهرس الكتاب
الصفحة 1839 من 2064

والمصنف قرر أولا مذهب القائلين بالمعاد الجسماني فقط ثم شرع في بيان مذهب القائلين بالمعاد الروحاني فقط بقوله

المتن في حكاية مذهب الحكماء المنكرين لحشر الأجساد في أمر المعاد

قالوا النفس الناطقة لا تقبل الفناء لأنها بسيطة

وهي موجودة بالفعل

فلو قبلت الفناء لكان للبسيط فعل وقوة

وأنه محال لأن حصول أمرين متنافيين لا يكون إلا في محلين متغايرين

وهو ينافي البساطة

ثم إنها إما جاهلة وإما عالمة

أما الجاهلة فتتألم بعد المفارقة أبدا

وذلك لشعورها بنقصانها نفصانا لا مطمع لها في زواله

وأما العالمة فإما لها هيئات رديئة اكتسبتها بملابسة البدن ومباشرة الرذائل المقتضاة للطبيعة وميلها إلى الشهوات أولا

فإن كانت تألمت بها ما دامت باقية فيها لكنها تزول عاقبة الأمر بحسب شدة رسوخها فيها وضعفه لأنها إنما حصلت لها للركون إلى البدن وجرتها محبتها له

وذلك مما ينسى بطول العهد به ويزول بالتدريج وإن لم تكن بل كانت كاملة بريئة عن الهيئات الرديئة التذت بها أبدا مبتهجة بإدراك كمالها

هذا ما عليه جمهورهم

وقال قوم منهم وهم أهل التناسخ إنما تبقى مجردة النفوس الكاملة التي أخرجت قوتها إلى الفعل

وأما الناقصة فإنها تتردد في الأبدان الإنسانية ويسمى نسخا

وقيل ربما تنازلت إلى الحيوانية ويسمى مسخا

وقيل إلى النباتية ويسمى رسخا

وقيل إلى الجمادية ويسمى فسخا

هذا في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام