فهرس الكتاب
الصفحة 1703 من 2064

قال معجزتي أن ينطق هذا الضب

فقال إنه كاذب لم يعلم به صدقه بل ازداد اعتقاد كذبه لأن المكذب هو نفس الخارق

نعم لو قال معجزتي أن أحيي هذا الميت فأحياه فكذبه ففيه احتمال

والصحيح أنه لا يخرج بذلك عن كونه معجزا لأن المعجز إحياؤه وهو غير مكذب له

إنما المكذب هو ذلك الشخص بكلامه وهو بعد ذلك الإحياء مختار في تصديقه وتكذيبه

ولم يتعلق به دعوى فلا يقدح تكذيبه في دلالة الإحياء على صدقه

وقيل هذا الذي ذكرنا من عدم خروجه عن كونه معجزا إنما هو إذا عاش بعده أي بعد الإحياء زمانا واستمر على التكذيب

قال الآمدي لا أعرف في هذه الصورة خلافا بين الأصحاب

ولو خر ميتا في الحال

قال القاضي بطل الإعجاز لأنه كأنه أحيى للتكذيب فصار مثل تكذيب الضب

والحق أنه لا فرق بين استمرار الحياة مع التكذيب وبين عدمه لوجود الاختيار في الصورتين بخلاف الضب

والظاهر أنه لا يجب تعيين المعجز بل يكفي أن يقول أنا آتي بخارق من الخوارق ولا يقدر أحد على أن يأتي بواحد منها

وفي كلام الآمدي أن هذا متفق عليه

قال فإذا كان المعجز معينا فلا بد في معارضته من المماثلة

وإذا لم يكن معينا فأكثر الأصحاب على أنه لا بد فيها من المماثلة

وقال القاضي لا حاجة إليها

وهو الحق لظهور المخالفة فيما ادعاه

السابع أن لا يكون المعجز متقدما على الدعوى بل مقارنا لها بلا اختلاف أو متأخرا عنها على تفصيل سيأتي

وذلك لأنه التصديق قبل الدعوى لا يعقل

فلو قال معجزتي ما قد ظهر على يدي قيل لم يدل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام