فهرس الكتاب
الصفحة 1701 من 2064

تذنيب من الناس من أنكر إمكان المعجزة

ومنهم من أنكر دلالتها

ومنهم من أنكر العلم بها

وستأتيك شبههم بأجوبتها

الشرح

المقصد الثاني في حقيقة المعجزة

وهي بحسب الاصطلاح عندنا عبارة عن ما قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول الله والبحث فيها عن أمور ثلاثة عن شرائطها

وكيفية حصولها

ووجه دلالتها على صدق مدعي الرسالة

البحث الأول في شرائطها

وهي سبع

الشرط الأول أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك

وإنما اشترط ذلك لأن التصديق منه أي من الله تعالى لا يحصل بما ليس من قبله

وقولنا أو ما يقوم مقامه ليتناول التعريف مثل ما إذا قال معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون عليه أي على وضع أيديكم عل رؤوسكم ففعل وعجزوا فإنه معجز دال على صدقه ولا فعل لله ثمة

فإن عدم خلق القدرة فيهم على ذلك الوضع ليس فعلا صادرا عنه تعالى بل هو عدم صرف

ومن جعل الترك وجوديا بناء على أنه الكف حذفه لعدم الحاجة إليه

فالشرط عنده كون المعجزة من فعل الله

وفي كلام الآمدي أن المعجز إن كان عدميا كما هو أصل شيخنا فالمعجز ههنا عدم خلق القدرة فلا يكون فعلا

وإن كان وجوديا كما ذهب إليه بعض أصحابنا فالمعجز هو خلق العجز فيهم فيكون فعلا فلا حاجة إلى قولنا أو ما يقوم مقامه

الشرط الثاني أن يكون المعجز خارقا للعادة

إذ لا إعجاز دونه فإن المعجز ينزل من الله منزلة التصديق بالقول كما سيأتي

وما لا يكون خارقا للعادة بل معتادا كطلوع الشمس في كل يوم وبدو الأزهار في كل ربيع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام