فهرس الكتاب
الصفحة 1483 من 2064

اتصافه بالسمع والبصر

ومن صح اتصافه بصفة اتصف بها أو بضدها

وضد السمع والبصر هو الصمم والعمى

وأنهما من صفات النقص

فامتنع اتصافه تعالى بهما فوجب بالسمع والبصر

ويتوقف على مقدمات

الأول إنه حي بحياة مثل حياتنا

وأنه ممنوع

إذ حياته مخالفة لحياة غيره

ولهذا لا يصح عليه الجهل والظن والشهوة والنفرة

الثانية إن الصمم والعمى ضدان لهما

وهو ممنوع

بل عدم ملكه لهما واتصافه بعدمهما ليس نقصا

وهو أول المسألة

الثالثة إن المحل لا يخلو عن الشيء وضده

وهو دعوى بلا دليل

وقد تقدم ضعفه

الرابعة إنه تعالى منزه عن النقائص

والعمدة في إثباته الإجماع فليعول عليه في هذه المسألة ابتداء ويكفون مؤنة سائر المقدمات

كيف وحجية الإجماع إن أثبتناها بالظواهر فالظواهر الدالة على السمع والبصر أقوى منها

وإن أثبتناها بالعلم الضروري من الدين فذلك العلم ثابت في المسألة سواء بسواء

تنبيه قد تقدم أن طائفة يزعمون أن الإدراك نفس العلم

فهؤلاء زعموا أن السمع والبصر نفس العلم بالمسموع والمبصر عند حدوثهما فيكونان حادثين

احتج بوجهين

الأول إنهما تأثر الحاسة أو مشروطان به

وأنه محال في حقه

والجواب منع ذلك

ولا يلزم من حصولهما مقارنا للتأثر فينا كونهما نفس التأثر أو مشروطين به

وإن سلمنا أنه كذلك في الشاهد فلم قلتم إنه في الغائب كذلك

فإن صفاته تعالى مخالفة بالحقيقة لصفاتنا

فجاز ألا يكون سمعه وبصره نفس التأثر ولا مشروطا به

الثانية إثبات السمع والبصر في الأزل

ولا مسموع ولا مبصر خروج عن المعقول

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام