فهرس الكتاب
الصفحة 1484 من 2064

والجواب إن انتفاء التعلق لا يستلزم انتفاء الصفة كما في سمعنا وبصرنا

فإن خلوهما عن الإدراك لا يوجب انتفائهما أصلا

الشرح

المقصد السادس في أنه تعالى سميع بصير

السمع دل عليه وهو مما علم بالضرورة من دين محمد حاجة إلى الاستدلال عليه كما هو حق سائر الضروريات الدينية والقرآن

وكذا الحديث مملوء به بحيث لا يمكن إنكاره ولا تأويله لأنه معلوم ضروري بلا اشتباه فيه

وقد احتج عليه بعض الأصحاب بأنه تعالى حي

وكل حي يصح اتصافه بالسمع والبصر

ومن صح اتصافه بصفة اتصف بها أو بضدها

وضد السمع والبصر هو الصمم والعمى

وأنهما من صفات النقص فامتنع اتصافه تعالى بهما فوجب اتصافه بالسمع ويتوقف هذا الاحتجاج على مقدمات لا صحة لها

الأول إنه حي بحياة مثل حياتنا المصححة للاتصاف بالسمع والبصر

وأنه ممنوع إذ حياته مخالفة لحياة غيره فلا يجب كونها مصححة لذلك الاتصاف

ولهذا لا يصح عليه بسبب حياته الجهل والظن والشهوة والنفرة مع صحتها علينا بسبب حياتنا

المقدمة الثانية إن الصمم والعمى ضدان لهما

وهو أيضا ممنوع بل هما عدم ملكه لهما فلا يلزم من خلوه عن السمع والبصر اتصافه بهما لجواز انتفاء القابلية رأسا وإما اتصافه بعدمهما مع انتفاء القابلية فإنه ليس نقصا عندنا

كيف وهو أول المسألة المتنازع فيها بيننا

المقدمة الثالثة إن المحل لا يخلو عن الشيء وضده

وهو دعوى بلا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام