فهرس الكتاب
الصفحة 1429 من 2064

لو تصورا أي مفهوما الوصف والذات معا بحقيقتهما وأمكن حمل أحدهما أي الوصف على الذات دون حمل الآخر أي الذات عليها حصل المطلوب وهو زيادة الوصف على الذات

ولكن أنى ذلك التصور الواصل إلى كنه حقيقتهما

الوجه الثالث لو كان العلم نفس الذات والقدرة أيضا نفس الذات كما زعموه لكان العلم نفس القدرة فكان المفهوم من العلم والقدرة أمرا واحدا

وأنه ضروري البطلان وكذا الحال في باقي الصفات التي ادعى أنها عين الذات

وهذا الوجه من النمط الأول أي الوجه السابق عليه

والإيراد هو الإيراد يعني أنه يدل على تغاير مفهومي العلم والقدرة ومغايرتهما للذات لا على تغاير حقيقتهما ومغايرتهما لها

والمتنازع فيه هو الثاني دون الأول

فمنشأ هذين الوجهين عدم الفرق بين مفهوم الشيء وحقيقته

فإن قلت كيف يتصور كون صفة الشيء عين حقيقته مع أن كل واحد من الموصوف والصفة يشهد بمغايرته لصاحبه وهل هذا إلا كلام مخيل لا يمكن أن يصدق به كما في سائر القضايا المخيلة التي يمتنع التصديق بها فلا حاجة بنا إلى الاستدلال على بطلانه

قلت ليس معنى ما ذكروه أن هناك ذاتا وله صفة

وهما متحدان حقيقة كما تخيلته بل معناه أن ذاته تعالى يترتب عليه ما يترتب على ذات وصفه معا

مثلا ذاتك ليست كافية في انكشاف الأشياء عليك بل تحتاج في ذلك إلى صفة العلم التي تقوم بك بخلاف ذاته تعالى فإنه لا يحتاج في انكشاف الأشياء وظهورها عليه إلى صفة تقوم به بل المفهومات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام